الدكتور السالوس كلام هذا الشيخ بطوله في هامش كتيّبه حول حديث الثقلين [1] . وفيه مواقع للنظر . أوّلها : في حكمه بوضع هذا الحديث إستناداً إلى أنّ « كلّ من دون ابن أبي روّاد مجهولون . . . فلم أعرفهم ، فأحدهم هو الذي اختلق هذا الحديث » إذ إنّه باطل ومردود بوجوه : 1 - إنّ الذي أخرج الحديث في كتابه بواسطة مشايخه ، وكان أقرب عهداً وأكثر معرفةً برواته - وهو الحافظ أبو نعيم - لم يرم الحديث بالضعف فضلا عن الوضع ، بل غاية ما هنالك أنّه قال : « وهو غريب » . وقد بيّنا المراد من « الغريب » في اصطلاح علم الحديث ، والشيخ غير جاهل بذلك قطعاً . 2 - إنّه قد نبّه الحافظ ابن عساكر من قبل على أنّ : « فيه غير واحد من المجهولين » ولم يحكم على الحديث إلاّ بأنّه « منكر » ، وقد عرفنا معنى هذه الكلمة اصطلاحاً ، فهل انكشف للشيخ ما خفي على ابن عساكر فأضاف أنّه : « موضوع » ؟ ! 3 - إنّ لنا أن نسأل الشيخ عن المبرّر لنسبة « الاختلاق » إلى « من لا يعرفه » وأنّه هل وصل إلى مرحلة من « المعرفة » ! ! تجوّز له إلحاق من لم يعرفه بمن يعرفه بالاختلاق ؟ ! وثانيها : في قوله - في الحديث - : « الظاهر البطلان والتركيب ، وفضل عليّ رضيالله عنه - أشهر من أن يستدلّ عليه بمثل هذه الموضوعات التي
[1] حديث الثقلين وفقهه ، هامش ص : 28 عن سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، الجزء الثاني .