غير أنّ المحاكمات في المسائل التي جرت بيننا موجودة بين هاتين الدفّتين بحذافيرها ، مع زيادات اقتضتها الحال ، ودعا إليها النصح والإرشاد ، وربّما جرّ إليها السياق على نحو لا يخلّ بما كان بيننا من الاتّفاق » . أقول : والنقاط الأساسية في هذه المقدّمة هي : 1 - إنّ هذه المراجعات وقعت بين السيّد والشيخ ، وأنّهما قرّرا أن يتقدّم الشيخ بالسؤال خطاًّ عمّا يريد ، فيقدّم له السيّد الجواب بخطّه ، على الشروط الصحيحة المقرّرة بينهما . 2 - إنّ هذه المراجعات كانت معدّة للطبع يومذاك ، وكادت أن تبرز بروزها اليوم ، لكنّ الحوادث والكوارث هي التي حجزت عن ذلك . 3 - إنّ الحوادث التي أخّرت طبع هذه المراجعات فرّقت وضعها أيضاً ، فألفاظها كلّها بقلم السيّد ، حاكيةً للمحاكمات التي جرت بينه وبين الشيخ بحذافيرها . وذكر قدّس سرّه سفره إلى مصر بترجمته لنفسه حين شرح أسفاره : « في مصر : . . . كنت أُحبّ - فيما أحبّ - أن أزور مصر وأقف على أعلامها لأخذ العلم عنهم ، ولأبلو ما يبلغني عن الجامع الأزهر ذلك المعهد الجليل . وظلّت هذه الأُمنيّة كامنةً في نفسي حتّى حفّزها خالي المرحوم السيّد محمّد حسين في أواخر سنة 1329 ، حين زارنا في عاملة . . . وقد بدأت هذه الجولة بالحضور في دورة الشيخ سليم البشري المالكي -