فغاية ما كان « الحسن » أنّه : « إذا حدّث وهم وقلّب الأسانيد » لكن « وهو لا يعلم » أي : فهو - كما قال ابن عديّ : « ممّن لا يتعمّد الكذب ، وهو صدوق » . ولذا قال عنه الفلاّس [1] - بعد أن قال : « صدوق » - : « منكر الحديث » . فظهر : أوّلا : لم ينقل المعترض كلمات التعديل والثناء . وثانياً : قد حرّف بعض الكلمات في حقّ الرجل . وثالثاً : قد ظلم الرجل إذ لم يتحقّق كلمات الجرح ، وأنّها إنّما ترجع إلى وهم الرجلفي روايته عن غفلة ، وأمّا هو في ذاته فصدوق جليل من خيار عباد الله الخشّن . * وأمّا « عليّ بن زيد » فقد أخرج عنه : البخاري في « الأدب المفرد » ، ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة ، كما ذكر ابن حجر [2] ، وهؤلاء أرباب الصحاح الستّة عندهم . وذكر ابن حجر كلمات عدّة من الأئمّة في وثاقته وصدقه والثناء عليه . . . ونحن لا نحتاج إلى الإطناب في ترجمته لأمرين : الأوّل : كونه من رجال مسلم والأربعة والبخاري في « الأدب المفرد » ، وهذا فوق المطلوب . والثاني : إنّ السبب الأصلي لجرح من جرحه هو التشيّع ! فلاحظ
[1] ولا يخفى أن « عمرو بن عليّ الفلاّس » هو نفسه من رواة حديث السفينة ، عن طريق « الحسن بن أبي جعفر الجفري » ، أخرجه عنه أبو بكر البزّار في مسنده ، وهذا ممّا يشهد بما ذكرناه . [2] تهذيب التهذيب 7 : 283 .