والثاني : « أخبرني أحمد بن جعفر بن حمدان الزاهد ببغداد ، حدّثنا العبّاس بن إبراهيم القراطيسي ، ثنا محمّد بن إسماعيل الأحمسي ، ثنا مفضّل بن صالح ، عن أبي إسحاق ، عن حنش الكناني ، قال : سمعت أبا ذرّ - وهو آخذ باب الكعبة - : من عرفني فأنا من عرفني ، ومن أنكرني فأنا أبو ذرّ ، سمعت النبيّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يقول : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، ومثل حطّة لبني إسرائيل » [1] . والحافظ الذهبي - وهو من أتباع ابن تيميّة و إمام أتباعه - لم يخدش في السندين إلاّ من جهة « المفضّل بن صالح » . فقد جاء في « تلخيص المستدرك » في آخر الحديث الأوّل : « م . قلت : مفضّل خرّج له الترمذي فقط . ضعّفوه » [2] . وفي آخر الحديث الثاني : « صحيح . قلت : مفضّل واه » [3] . لكنّ صاحبنا أضاف التكلّم في « حنش الكناني » التابعيّ المشهور ، وكأنّه أشدّ تعصّباً من الذهبي ! ! وسابعاً : إنّ المفضّل بن صالح - الذي ضعّفه الذهبي - من رجال الترمذي كما اعترف . . . وهو على شرط مسلم كما نصّ عليه الحاكم واعترف الذهبي به أيضاً . والذي أوجب التكلّم فيه منهم ما ذكره الترمذي بقوله : « ليس عند أهل