بالإسناد عن زاذان عن أبي ذرّ . . . [1] . وخامساً : إنّه يشهد بصحّة حديث السفينة روايات أخرى : كالّذي أخرجه ابن أبي شيبة عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قال : « إنّما مثلنا في هذه الأمّة كسفينة نوح ، وكباب حطّة في بني إسرائيل » [2] . والذي رواه المتّقي الهندي عنه عليه السلام أنّه قال في كلام له : « والله إنّ مثلنا في هذه الأمّة كمثل سفينة نوح في قوم نوح ، وإنّ مثلنا في هذه الأمّة كمثل باب حطّة في بني إسرائيل » [3] . وسادساً : لقد أخرج الحاكم هذا الحديث بطريقين [4] : أحدهما : « أخبرني ميمون بن إسحاق الهاشمي ، ثنا أحمد بن عبد الجبّار ، ثنا يونس بن بكير ، ثنا المفضّل بن صالح ، عن أبي إسحاق ، عن حنش الكناني ، قال : سمعت أبا ذرّ يقول - وهو آخذ بباب الكعبة - : أيّها الناس ، من عرفني فأنا من عرفتم ، ومن أنكرني فأنا أبو ذرّ ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يقول : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق . وهذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه » [5] .
[1] المعجم - لابن الأبّار - : 87 - 89 . [2] الكتاب المصنف لابن أبي شيبة 12 : 77 / 12164 . وعنه الدر المنثور 1 : 174 . [3] كنز العمّال 2 : 435 / 4429 . [4] ويلاحظ أنّه يصحّح أحدهما على شرط مسلم ، ويسكت عن الآخر ، وهذا ممّا يدلّ على دقّة الحاكم وتثبّته في الحديث ، وأنّه لم يكن متساهلاً في كتابه - كما يدّعي بعض القوم - . [5] المستدرك على الصحيحين 2 : 343 .