الحديث بذاك الحافظ » فهم غير قادحين في ثقته ، ولا في حفظه ، إلاّ أنّه ليس بذاك الحافظ ! وظاهر كلماتهم أنّ ذنب الرجل رواية فضائل أهل البيت : قال ابن عديّ - بعد أن أورد له أحاديث - : « أنكر ما رأيت له حديث الحسن بن عليّ ، وسائره أرجو أن يكون مستقيماً » . فابن عديّ يوثّق الرجل ، وإنّما ينكر بعض أحاديثه ، وقد جعل أنكرها حديث الحسن . قال ابن حجر : « يعني : أتاني جابر فقال : اكشف لي عن بطنك . الحديث » ! [1] . إذن ، فالرجل لا مجال للقدح فيه ولا في رواياته ، وما ذكره الذهبي ليس إلاّ تعصّباً ، وهو مشهور بالتعصّب كما عرفت سابقاً . وثامناً : قوله : « وروي الحديث من طريق أخرى فيها ضعيفان : الحسن ابن أبي جعفر الجفري ، وعليّ بن زيد بن جدعان » فيه : إنّ « الحسن بن أبي جعفر الجفري » يروي هذا الحديث عن « عليّ بن زيد » كما عند المحدّث الفقيه ابن المغازلي الشافعي ، حيث رواه بإسناده عن « الحسن بن أبي جعفر ، ثنا عليّ بن زيد ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي ذرّ . . . » [2] . لكن قال الحافظ الهيثمي صاحب مجمع الزوائد : « عن أبي ذرّ ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : مثل أهل
[1] تهذيب التهذيب 10 : 243 . [2] مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام : 134 / 177 .