فهل - يا ترى - يصلح مثل هذا الحديث الهالك أن يأخذ بالأعناق ؟ ! ! » أقول : أوّلا : إنّه يكفي لاستدلال الشيعة بهذا الحديث كونه مخرّجاً في كتب أهل السُنّة ، من السنن والمسانيد والمجاميع الحديثية الشهيرة ، وبطرق متكثّرة ، عن عدّة من صحابة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فهو - كما قال الشيخ الكافي المالكي - : « حديث مشهور متّفق على نقله » و « نقله الفريقان وصحّحه القبيلان » و « لا يمكن لطاعن أن يطعن عليه » . وثانياً : إنّه يكفي للاحتجاج تصحيح الحاكم وعدّة من مشاهير الأئمّة وقول آخرين : حديث مرويّ بطرق عديدة يقوّي بعضها بعضاً . وثالثاً : ظاهر كلام الرجل انحصار طرق هذا الحديث بما ذكره وخدش فيه . والحال أنّ طرقه كثيرة جدّاً كما اعترف بذلك غير واحد منهم . ورابعاً : إنّه قد ورد بطرق ليس فيها أحد من الرواة الّذين حاول تضعيفهم . . ومن ذلك : رواية البزّار في ( مسنده ) عن عبد الله بن الزبير [1] . ورواية الخطيب البغدادي في ( تاريخه ) عن أنس [2] . ورواية الدولابي بالإسناد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة . . . [3] . ورواية أبي عبد الله القضاعي الأندلسي ، الشهير بابن الأبّار ، في ( معجمه )