عرفني فأنا من قد عرفني ، ومن أنكرني فأنا أبو ذرّ ، سمعت النبيّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يقول : ألا : إنّ مثل أهل بيتي . . . الحديث . أراد بقوله : فأنا أبو ذرّ ، المشهور بصدق اللهجة وثقة الرواية ، وأنّه هذا حديث صحيح لا مجال للردّ فيه . وهذا تلميح إلى ما روينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يقول : ما أظلّت الخضراء ، ولا أقلّت الغبراء ، أصدق من أبي ذرّ . وفي رواية أبي ذرّ : من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذرّ شبه عيسى بن مريم ، فقال عمر بن الخطّاب - كالحاسد ! - : يا رسول الله أفتعرف ذلك ؟ ! قال : ذلك فاعرفوه . أخرجه الترمذي وحسّنه الصغّاني في كشف الحجاب . شبّه الدنيا بما فيها من الكفر والضلالات ، والبدع والأهواء الزائغة ، ببحر لجّيّ يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ، ظلمات بعضها فوق بعض ، وقد أحاط بأكنافه وأطرافه الأرض كلّها ، وليس فيه خلاص ومناص إلاّ تلك السفينة ، وهي : محبّة أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم » [1] . وقال القاري بمثل كلمات الطيّبي واستشهد بها [2] . وقال السمهودي : « قوله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه . الحديث . وجهه : إنّ النجاة ثبت لأهل السفينة من قوم نوح عليه السلام . . . ومحصّله : الحثّ على التعلّق بحبلهم وحبّهم وإعظامهم شكراً لنعمة مشرّفهم صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، والأخذ بهدي علمائهم ومحاسن