فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نصحت . قال : أليس تشهدون أن لا إلاّ الله ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ الجنّة حقّ والنار حقّ وأنّ البعث بعد الموت حقّ ؟ قالوا : نشهد . قال : فرفع يديه فوضعهما على صدره ثمّ قال : وأنا أشهد معكم . ثمّ قال : ألا تسمعون ؟ قالوا : نعم . قال : فإنّي فرطكم على الحوض ، وأنتم واردون علىّ الحوض ، وإنّ عرضه أبعد ما بين صنعاء وبصرى ، فيه أقداح عدد النجوم من فضّة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين . فنادى مناد : وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله طرف بيد الله [ عزّ وجلّ ] وطرف بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلّوا والآخر عترتي ، وإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنهما لن يتفرّقا حتّى يردا علىّ الحوض ، وسألت ذلك لهما ربّي . فلا تقدّموهما فتهلكوا ، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم . ثمّ أخذ بيد علىّ - رضي الله عنه - فقال : من كنت أولى به من نفسه فعلىّ وليّه ، اللّهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه » [1] . وهذا الحديث رواه الحافظ السيوطي بتفسير قوله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا ) [2] . وكذا الشيخ المتّقي الهندي [3] . وقد روى الشيخ المتّقي الهندي قبل ذلك هذا الحديث عن الطبراني عن
[1] المعجم الكبير 5 : 166 / 4971 . [2] الدرّ المنثور 2 : 285 . والآية الشريفة في سورة آل عمران رقم 103 . [3] كنز العمّال 1 : 188 / 957 .