فذكر كتاب الله وأهل بيته . قال العلماء : سمّيا ثقلين لعظمهما وكبير شأنهما ، وقيل لثقل العمل بهما » [1] . وقال ابن الأثير : « فيه [2] : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي ; سمّاهما ثقلين لأن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل . ويقال لكلّ خطير نفيس : ثقل ، فسمّاهما ثقلين إعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأنهما » [3] . وقال القاري : « والمراد بالأخذ بهم : التمسّك بمحبّتهم ، ومحافظة حرمتهم ، والعمل بروايتهم ، والاعتماد على مقالتهم » [4] . وقال شهاب الدين الخفاجي : « أي : تمسّكتم وعملتم واتّبعتموه » [5] . وقال المنّاوي : « إنّي تارك فيكم بعد وفاتي خليفتين . زاد في رواية : أحدهما أكبر من الآخر . وفي رواية بدل خليفتين : ثقلين ، سمّاهما به لعظم شأنهما : كتاب الله القرآن ، حبل ، اي : هو حبل ممدود ما بين السماء والأرض . قيل : أراد به عهده ، وقيل : السبب الموصل إلى رضاه . وعترتي - بمثنّاة فوقيّة - : أهل بيتي . تفصيل بعد إجمال ، بدلاً أو بياناً ، وهم أصحاب الكساء الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً » [6] . وبعد ، فلننظر إلى ما قيل في قبال الاستدلال بحديث الثقلين :
[1] المنهاج في شرح صحيح مسلم 15 : 180 . [2] أي : في الحديث . [3] النهاية 1 : 216 . [4] مرقاة المفاتيح 5 : 600 . [5] نسيم الرياض في شرح الشفا للقاضي عياض 3 : 410 . [6] فيض القدير - شرح الجامع الصغير 3 : 14 .