وهذا يدل على تشديده في معارضة المانعين . ولا غرو ، فإنه تلميذ الإمام علي عليه السلام الذي كان في رأس المعارضين للمنع ، وقام بالمعارضة قولا وعملا . 4 - وهذا علقمة بن قيس النخعي - من أصحاب علي عليه السلام - يقول : أطيلوا كر الحديث ، لا يدرس [1] . وكذلك وقفنا - نحن شيعة علي وأهل البيت عليهم السلام - نفس الموقف : فنعتقد أن الحديث يجب أن يكتب ويضبط بدقة فائقة ، ثم ينقل ويبلغ إلى الأمة بأمانة وبصورة واسعة ، ويفسر ويشرح لهم ، كي تبلغ الجميع فتستبين لهم السبيل العادلة ، الموصلة إلى الحق . وبذلك تميز أهل البيت وشيعتهم عن سائر الناس بحمايتهم الحديث الشريف ، وحثهم على تدوينه ، وروايته ، قولا وعملا ، فسجلوا بذلك جدارتهم وفضلهم .
[1] مختصر تاريخ دمشق ( 17 / 172 ) وسير أعلام النبلاء ( 4 / 57 ) .