والكلام في هذا أوضح من النهار [1] . ثم قال : وقد يحتمل عندي أن تكون الآثار كلها - عن عمر - صحيحة متفقة . ويخرج معناها على أن من شك في شئ تركه [2] . أقول : إن ترديده في الحديث بين احتمال الإشكال السندي ، وعدم الحجية ، وبين احتمال أن يكون صحيحا ، عمل غريب جدا - وخاصة من مثل ابن عبد البر - حيث إنه مع الإشكال في السند بما ذكر ، لم يبق مجال لاحتمال الصحة . إلا إذا أراد أن يجيب على ذلك الفرض أيضا تنزلا وتسليما ، فلا بد أن يذكره فرضا ، لا احتمالا . وأما إشكاله السندي ، من جهة دوران الحديث على بيان فهو غير وارد ، وذلك : لأن الرجل هو : بيان بن بشر ، وهو - عندهم ثقة [3] . وقد اعترض محمد عجاج الخطيب على ابن عبد البر في كلامه هذا ، بقوله : طعن عبد البر في روايته هذه ، لأنه خالف من هو أوثق منه ، وهذا لا يمنع صحتها [4] .
[1] جامع بيان العلم ( 2 / 122 ) . [2] جامع بيان العلم ( 2 / 123 ) وانظر السنة قبل التدوين ( ص 110 - 103 ) . [3] تهذيب التهذيب ( 1 / 506 ) . [4] السنة قبل التدوين ( ص 101 ) ه 1 .