وتدوينها طوال قرن من الزمن ؟ ؟ ! مع أنها لا تقل أهمية من القرآن في تشريع الأحكام وبيان قواعد الإسلام ، كما سيأتي بيانه في هذه الدراسة [1] . وسنرى أن السنة والقرآن متعاضدان ، وليس ترك السنة إلا تركا للقرآن ، ومؤديا للقضاء عليه كليا ، حيث إن السنة هي بيان القرآن وهو يبقى بدونها مستعجما . هذا ، مع أن السنة بعيدة الأطراف ، واسعة الأكناف ، فهي - على المدى البعيد - أكثر تعرضا لأشكال التحريف ، وهذا ما دفع علماء الإسلام إلى وضع ضوابط علم الدراية والمصطلح للمحافظة عليها ، والتوثق من سلامتها . ومما اعتمدوه أداة لحفظ الحديث وضبطه هو كتابته وتدوينه ، وقد أصبح ذلك من أهم وسائل الحفاظ عليه وصيانته . ويظهر من الإمام أحمد - إمام الحنابلة - أنه جعل الكتابة أفضل من الصلاة تطوعا : فعن إبراهيم بن هاني : قلت لأحمد بن حنبل : أي شئ أحب إليك ، أجلس بالليل ، أنسخ ، أو أصلي تطوعا ؟ فقال : إذا كنت تنسخ ، فأنت تعلم به أمر دينك ، فهو أحب إلي [2]