responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تدوين السنة الشريفة نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي    جلد : 1  صفحه : 402


شاهد على ذلك لجوء الأمة إلى تدوينها ، ولو بعد حين !
وقد ظهر من مجموع ما ذكرنا أن الشيخ عبد الغني لم يقدم ما يصلح للتفرقة بين القرآن والسنة ، في حكم الكتابة .
فالحق أنه لا وجه للمنع عن كتابة السنة ، بل الإسلام - دين المدنية - أكد على الكتابة ومحو الأمية بكل ما لديه من قوة وحول وطول ، فبدأ بأعز نصوصه وهو القرآن الكريم ، ثم أتبعه بالسنة ، فحث على كتابتهما بأوسع نطاق ، فسجلهما الصحابة بأمره وإرادته ، ولم يألوا بعده جهدا في كتابتهما ، لتبقى السنة إلى جنب القرآن ، أداة ربانية لهداية البشر ، إلى يوم الحشر .
وقد حاول المعلمي - أيضا - التفريق بين السنة والقرآن في حكم الكتابة ، فقال : إن القرآن كان يحفظ بطريقين : الأولى : حفظ الصدور ، والثانية : بالكتابة . . . . فأما السنة فمخالفة لذلك في أمور :
الأول : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يعن بكتابتها ، بل اكتفى بحفظهم في صدورهم ، وتبليغهم منها ، أي بنحو الطريق الأول في القرآن .
الثاني : أنها كانت منتشرة لا يمكن جمعها كلها بيقين .
الثالث : أنه لم يتفق لها في عهد الصحابة ما اتفق للقرآن إذ استحر القتل بحفاظه من الصحابة قبل أن يتلقاه التابعون ، فإن الصحابة كانوا كثيرا ، ولم يتفق أن استحر القتل بحفاظ السنة منهم قبل تلقي التابعين .
الرابع : إنهم إذا هموا بجمعها رأوا أنه لن يكون كما قال عمر في جمع القرآن : هو والله خير ، أي خير محض ، لا يترتب عليه محذور .

402

نام کتاب : تدوين السنة الشريفة نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي    جلد : 1  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست