< فهرس الموضوعات > المناقشة في هذا التبرير : < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 1 - الكتابة أصبحت في الاسلام واسعة الانتشار < / فهرس الموضوعات > وهذا التبرير غير مقبول ، لوجوه : فأولا : إن نفس النهي عن الكتابة - لو صح - يقتضي بطلان هذا التوجيه والتبرير ، حيث إن الأمي ، غير العارف للكتابة ، لا يعقل أن يخاطب بمثل : لا تكتب ، بل الحكمة تقتضي أن يوجه مثل هذا الخطاب إلى من يعرف الكتابة ، ويتمكن منها ، فيراد صده عنها . وثانيا : أن الكتابة - مهما كان شأنها قبل الإسلام - أصبحت بمجئ الإسلام من أكبر اهتمامات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فلم يأل جهدا في حث المسلمين على استيعابها بشتى الوسائل ، حتى أنه صلى الله عليه وآله وسلم استعملها في المجال السياسي . فجعل صلى الله عليه وآله وسلم فداء أسرى بدر - من المشركين الذين كانوا يعرفون الكتابة - أن يعلم كل واحد منهم عشرة من صبيان المدينة الكتابة والقراءة [1] . إن هذا وحد ه دليل على مدى أهمية محو الأمية في الإسلام ، ومدى احترامه للثقافة والمثقفين ، وسعيه في تعميم الثقافة . ولعل هذه أول مدرسة ا قيمت في تاريخ الإسلام المبكر . وقد عين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جمعا من الصحابة لكتابة القرآن حتى بلغ عدد كتاب الوحي أربعين رجلا ، حسب بعض المصادر [2] .
[1] طبقات ابن سعد ( 2 ق 1 ص 14 ) طبع ليدن . [2] مباحث في علوم القرآن ، لصبحي ( ص 73 ) .