- اليوم - داعية لكتابته ، لانتشار الطرق ، وطول الأسانيد ، وقلة الحفظ ، وكلال الأفهام [1] . وقال ابن حجر : اعلم أن آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم تكن في عصر أصحابه وكبار تابعيهم مدونة في الجوامع ، ولا مرتبة ، لأمرين : أحدهما : أنهم كانوا في ابتداء الحال قد نهوا عن ذلك . وثانيا : لسعة حفظهم وسيلان أذهانهم [2] . وقد علل السيوطي عدم التدوين بذلك ، أيضا [3] . وقال أبو زهو : وشئ آخر جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينهاهم ( ! ) عن كتابة الحديث ، هي المحافظة على تلك الملكة التي امتازوا بها في الحفظ ، فلو أنهم كتبوا لاتكلوا على المكتوب ، وأهملوا الحفظ فتضيع ملكاتهم بمرور الزمن [4] . وقال الشيخ عبد الغني : القول الثاني : إنه نهى عن كتابتها خوف اتكالهم على الكتابة وإهمالهم الحفظ الذي هو طبيعتهم وسجيتهم ، وبذلك تضعف فيهم ملكته . . . ولذلك كان هذا النهي خاصا بمن كان قوي الحفظ آمنا من النسيان [5] .