على رجلي ، فدعا بماء ، فغسل تلك الصحيفة [1] . وروى الدارمي هذا الحديث ، ومحتوى الكتاب في روايته : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر . فقال عبد الله : إن ما في هذا الكتاب بدعة ، وفتنة ، وضلالة ، وإنما أهلك من كان قبلكم هذا وأشباه هذا ، إنهم كتبوها ، فاستلذتها ألسنتهم وأشربتها قلوبهم . . . . [2] . وروي هذا التبرير عن أبي موسى الأشعري : عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : إن بني إسرائيل كتبوا كتابا واتبعوه ، وتركوا التوراة [3] . ويبدو أن هذا التبرير ظل مقبولا لدى العلماء إلى عهد متأخر ، فهذا إسماعيل ابن علية ( ت 200 ه ) يقول : إنما كرهوا الكتاب لأن من كان قبلكم اتخذوا الكتب فأعجبوا بها ، فكانوا يكرهون أن يشتغلوا بها عن القرآن [4] . وقد ذكر الخطيب البغدادي هذا التبرير ، وقال : فقد ثبت أن كراهة من كره الكتاب من الصدر الأول إنما هي لئلا يضاهى بكتاب الله تعالى غيره ، أن يشتغل عن القرآن بسواه ، ونهي عن الكتب القديمة أن تتخذ ، لأنه لا يعرف حقها