وقال الدكتور رفعت : نقرب من الحقيقة عندما نقول : إن الماد ة التي كتبت في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليست بالشئ القليل [1] . وقال آخر : لا مجال للشك في تحقيق تقييد الحديث في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه ، وليس على رأس المائة الثانية للهجرة ، . . . ، لأن الكتب والأخبار والوثائق التاريخية لا تدع مجالا له [2] . ويعترف عتر : بتوافر الدلائل العلمية ، التي تبلغ درجة المسلمات - في نطاق العلم - على إثبات الكتابة لقسم كبير من الحديث في عصر النبوة [3] . ولا ريب أن الأشياء - كلها - على أصل الإباحة في الشرع الإسلامي ، حتى يقوم الدليل الخاص على حكمها ، كما ثبت ذلك في علم أصول الفقه . والتدوين كواحد من الأعمال ، لو لم يدل على حكمه دليل خاص ، فهو على أصل الإباحة ، كذلك . وإذا دلت الأخبار الكثيرة ، والدلائل العلمية المسلمة ، والوثائق التاريخية ، على وقوع التدوين - للحديث الشريف - في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، تأكد ذلك الأصل ، بتقرير الشارع الحكيم
[1] صحيفة علي بن أبي طالب عليه السلام ( ص 44 ) . [2] علوم الحديث ، لصبحي الصالح ( ص 33 ) . [3] منهج النقد ( ص 50 ) .