الغائي الذي رسم منذ أول الخلقة بتحقق العبادة الكاملة لله سبحانه وتعالى بالشكل الذي هو مسطر منذ الأزل وتحقق حالة التذكر والرجوع إلى الحالة الأولى والتي كانت في عالم الذر والتي عبر الله تعالى عنها بقوله : * ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) * ( 1 ) ، والعودة الحقيقية لا تكون إلاّ بوجود ذلك الموجه والهادي الذي يحدد الخطوط العامة لحركة الأمة في طريقها إلى الله تعالى . يبقى إذن الهدف الأساسي لإعادة النظر في التراث القديم ليس إثارة الفتن وإحلال الفوضى في المجتمع أو التفرقة ، بل هو إعادة المصالحة مع الذات التي فقدت هويتها تحت تأثير عدة عوامل قد ذكرناها خلال مسارنا في البحث ، والتي يعتبر العامل السياسي المحرك الأساسي لها ، يليه بعد ذلك العامل الايدلوجي ، مما أعطانا تاريخاً مبتذلا ، امتزجت فيه الحقيقة والخرافة ، المتحول والثابت ، مما يستدعي التعجيل بثورة معرفية علمية ، حتى يستقيم أمر هذه الأمة وترجع إلى رشدها الذي سلب منها . كما أن عملية النقد يجب أن تطال كل الجوانب ، والتي أغفل المؤرخون ذكرها أو حاولوا إعطاءها نوعاً من الشرعية بتطبيق بعض مناهج الحديث ، مما جعل تاريخنا ذا صبغة حديثية أكسبته القدسية