البيت مكانتهم من خلال التزوير التاريخي ، فأحدث في الدائرة الإسلامية تفرعات فكرية خالفت في أصولها القاعدة العامة والهدف العام للرسالة ، ويبقى الحل الوحيد هو عملية الهدم وإعادة البناء من جديد ، إعادة هدم الموروث المعرفي القديم ذا الطبيعة التاريخية وإعادة إنتاجه على أرضية صلبة ، حتى يخرج من الأزمة التي يتخبط فيها في الوقت الراهن . إن الأزمة المعرفية التي يتخبط فيها الفكر الإسلامي تتلخص في عدم المزاوجة بين معطيات النص المقدس - القرآن - والحقيقة الزمانية والمكانية ، أي غياب قراءة صريحة له . وقد تتجلى هذه القراءة ليس فقط على مستوى التاريخ ، بل تتفرع إلى كل المعارف الإسلامية الأُخرى والتي تحدد دائرة الحقل الإسلامي ، من علم كلام ، وفلسفة ، فقه وأصول . . . وقد كان الامام علي ( عليه السلام ) يعبر عن قدرته بقوله : « اسئلوني قبل أن تفقدوني » . إذن الإجابة الكاملة على كل الإشكالات تتمثل في إيجاد التوأمة التي فُقدت خلال الأزمنة الغابرة ، وهي علاقة الكتاب وآل البيت ، حتى يتم استيعاب المفاهيم العامة والخاصة التي تتحرك في دائرة الفكر الإسلامي . يبدو الأمر واضحاً على أن الحاجة الماسة للمجتمع البشري الحالي هي إعادة الارتباط الحقيقي مع الروح البشرية ، حتى تفر من ذلك الانفصام الذي ظلت تعيشه خلال مدة زمنية طويلة ، لتصل إلى الهدف