وكما أسلفنا سابقاً على أن الخطاب في الحقل الإسلامي هو خطاب إيدلوجي ينبني على معطيات مقتبسة من الكتاب والسنة ، أو بمعنى آخر بالموروث التاريخي ، وهنا يطرح الإشكال وتظهر ضرورة الإجابة النقدية ، لأن الموروث التاريخي قد تداخلت فيه العوامل الزمانية ومحورته بالشكل الذي يستجيب فيه للّحظة التي يعيشها ، وهذا بالطبع في غياب الحاضن الفعلي لهذا الموروث مما يجعل رسالة الإنسان غير مكتملة في تحديد معاني هذه الرسالة كي تعطي إجابة كافية توصل الإنسان إلى هدف خلقته . إن الإنطلاقة الفعلية للفكر الإسلامي باعتباره الأرضية التي تتفاعل حوله الرسالة يبتدأ بالبناء المنهجي لآلياته ، وذلك بتحديد الإطار المرجعي الذي يمكن أن يعطي نقطة البدء ويحدد المفهوم الحقيقي لها ولحقيقة هذا الفكر ، لاعتبار هذا الأخير حالة نسبية تدور في فلك البشر مما لا يعطيه فاعلية في الساحة العملية ، وتبقى الحالة الوحيدة هي إيصالها إلى حالة الإطلاقية حيث يعطي الوجه الثاني لحقيقة الرسالة ، وقد تجسد بالتطور التاريخي لحركة الرسالة وملازمتها للعترة الطاهرة ( عليهم السلام ) ، حيث قال الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي » . إن حركة الفكر الإسلامي والذي نريد إيجاده هو المتحرك في دائرة القرآن ، ولكن هذا لن يتأتى إلاّ بإعادة النظر التاريخي ، فقد فَقَد آل