إن المركب البشري للمجتمع يتكون من شرائح مختلفة ، تختلف قدراتهم ، فمثلا الأطفال والقاصرون محتاجون للرعاية الأبوية ، فكانت سنّة الله تعالى أن جعلهم تحت رعايتهم - الآباء - باعتبارهم القادرين على تفهم مشاكلهم لمعايشتهم ، واطلاعهم على الجوانب المختلفة من حياتهم ، مما يسهل مأمورية تجسيد أحتياجاتهم ، وهذا تقريباً كلّه مرتبط بالأمور التربوية ، أما داخل المجتمع ، فرغم ما يمكن أن يرتقي إليه الفرد في مداركه ، فإنه لا يمكنه أن يستجيب لكل جوانبه الحياتية ، والاعتماد على إدراكه وشعوره الخاصين ، فلا يكون بمقدوره أن يحقق أهدافه بقدراته الخاصة . وقد تتسلسل حلقات الاحتياجات الفردية باعتماد الفرد الأول على الثاني والثاني على الثالث ، وهكذا تستمر السلسلة ، ولاعتبار التشابه البشري في الخصائص فإنه لا يمكن أن تحصل على شخص مميز من بينهم بحيث يستطيع أن يفهم كل متطلباتهم ، ومنه يكون المنهج الاختياري الذي طرحته المدارس السياسية هو إحدى أسباب فشل القيادات داخل المجتمع مما أجبر المجتمع الغربي إلى طرح نظرية ( رجل ما فوق ) ( 1 ) وهذا لإيمانهم العميق بكون الناس في حياتهم يحتاجون إلى شخص جامع لكل الخصائص والقدرات ; تجعله يتصدى لكل ما يخص المجتمع ، لأن المجتمع يحوي بعض المرافق والمنافع