الإمامة . . . المجتمع والحقيقة لا يستطيع أي مجتمع أن يسير دون قيادة روحية وسياسية ، بحيث تضمن له الاستقرار ، ولهذه الغاية ظل الإنسان منذ الأيام الأولى للحياة في البحث عن السبل لإيجاد الحل لهذا المشكل . وقد لاحظنا كيف تطور مفهوم السلطة في أوروبا من القانون الإلهي الذي جعل الحكم بيد الحاكم الذي يعتبر نفسه الممثل المباشر للإله وما الرعية إلاّ عبيد له ، إلى نظرية العقد الاجتماعي والتي عرفت أوجها مع جان جاك روسو ، لكن بقي السؤال الجوهري هل حققت الإرادة العامة لأفراد المجتمع ؟ إن المسألة لا تعدو أن تكون اجتهادات بشرية لإخراج المجتمع من مشاكله ومن سيادة النزعة الفردية ، لأن الحياة الجماعية تلزم حصول على حدّ أدنى من التفاهم ، إذ لا يكون بمقدور الإنسان الذي يعيش في إطار حياة جماعية ويتفاعل مع جوانبها المختلفة ، على مستوى بذل الجهود والمشاركة في القرارات ، أن يبقى بعد ذلك حراً طليقاً . إذن تبقى هذه المبررات هي التي ألزمت الناس أن يصلوا إلى هذا المبدأ ، لكن ما هي قدرة الإنسان على انتخاب الأفضل ؟