الغرض منها إيصال حقيقة المذهب إلى الآخر . وقد ذكر له الكليني في الكافي مناظرة مع شخص وذلك في حضرة الإمام الصادق ( عليه السلام ) تبيّن مدى إدراكه ، وحسن اُسلوبه في ردع المخالفين وهذا نص كلام هشام ابن الحكم : . . . فقال ( أي الإمام الصادق ( عليه السلام ) ) للشامي كلّم هذا الغلام يعني هشام ابن الحكم ، فقال نعم ، فقال لهشام : يا غلام ! سلني في إمامة هذا ، فغضب هشام حتى ارتعد ، ثم قال للشامي : يا هذا أربك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم ، فقال الشامي : بل ربي أنظر لخلقه ، قال : ففعل بنظره لهم ماذا ؟ قال : أقام لهم حجة ودليلا كي لا يتشتتوا ويختلفوا ، يتألفهم ، ويقيم أودهم ، ويخبرهم بفرض ربهم ، قال : فمن هو ؟ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال هشام فبعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال الكتاب والسنّة ، قال هشام : فهل نفعنا الكتاب والسنّة في رفع الاختلاف عنها ؟ قال الشامي : نعم ، قال : فلم اختلفنا أنا وأنت وصرت إلينا من الشام في مخالفتنا إياك ، قال فسكت الشامي ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) للشامي : مالك لا تتكلم ؟ قال الشامي : إن قلت لم نختلف كذبت ، وإن قلت إن الكتاب والسنّة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت ، لأنهما يحتملان الوجوه ، وإن قلت قد اختلفنا وكل واحد منا يدعي الحقّ فلم ينفعنا إذن الكتاب والسنة . إلاّ أن لي عليه هذه الحجة ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) سله تجده ملياً ، فقال الشامي : يا هذا من أنظر للخلق أربهم أو أنفسهم فقال هشام : ربهم أنظر لهم منهم لأنفسهم ، فقال الشامي : فهل أقام لهم من يجمع لهم