كلمتهم ويقيم أودهم ويخبرهم بحقهم من باطلهم ؟ قال هشام : في وقت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أو الساعة ؟ قال الشامي : في وقت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والساعة من ؟ فقال هشام : هذا القاعد التي تشد إليه الرحال ويخبرنا بأخبار السماء والأرض وإنه عن أب عن جد . قال الشامي : فكيف لي أن أعلم ذلك ! فقال : سله عما بدا لك ( 1 ) . وقد كان تاريخ التشيع مليئاً بعلماء الكلام الذين أبدعوا في هذا المجال وذلك طيلة الصيرورة التاريخية التي عرفت بروز علم الكلام وعلى امتداد القرون الثلاثة له ، فبرز في القرن الثاني بالإضافة إلى هشام بن الحكم ، زرارة بن أعين . . . وفي القرن الثالث الفضل بن شاذان والحكم بن هشام بن الحكم وإبراهيم بن سليمان المازني . . . اما في القرن الرابع فقد كان الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه والحسن بن علي بن أبي عقيل وإسماعيل بن علي بن اعاق ( 2 ) . وهكذا كانت إنطلاقة التفكير العقلاني عند الشيعة الإمامية ابتداء من علم الكلام الذي وجدوا فيه مجالا خصباً لبلورة أفكارهم ولم يكن بعد قد انفتحوا على الفلسفة في حين كان الشيعة الإسماعيليون في أوج عطائهم الفلسفي مع الفارابي وإخوان الصفا وحميد الكرماني وقد كانت قلعة الموت إحدى مراكز الفلسفة الإسماعيلية لكنها اندكت بالهجوم المغولي عليها . لكن الخصوصية المعرفية للفلسفة ، وهي المعرفة الدقيقة
1 - الكليني ، الكافي : 1 / 172 . 2 - للمزيد من المعلومات يراجع بحوث في الملل والنحل ج 6 .