على المنفذين لهذا الامر - أي البيعة - ، وهذا دليل على أن هناك أرضية مشتركة يعملون من خلالها ، فيصير مصطلح الشيعة إذن هم أولئك الذين يشايعون علياً وأولاده باعتبار أنهم خلفاء الرسول وأئمة الناس بعده ، نصبهم الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لهذا المقام بأمر من الله سبحانه وتعالى وذكر أسمائهم . وقد قال الامام علي ( عليه السلام ) في هذا المقام : ( لا يقاس بآل محمد من هذه الأمة أحد ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً . هم أساس الدين ، وعماد اليقين ، إليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التالي ولهم خصائص حق الولاية وفيهم الوصية والوراثة ) . فلهذا لا يصح ربط التشيع بحالات متأخرة عن التشريع الإلهي والزمن النبوي المبارك ، ونعود هنا إلى نقطة سابقة وهي قولنا في الاختلاف في تحديد تاريخ التشيع بأنه ينم عن شيء مخزون في نفوس المؤرخين ، فهم يحاولون سلب مشروعية التشيع ، في حين هم غافلين بأن السنة والجماعة هي وليدة حالة السيطرة لمعاوية ومحاولته أدلجة المجتمع الإسلامي في قالب خاضع له فسمي عامه عام الجماعة وخلقت أحاديث كثيرة تستعمل هذا المصطلح كلفظ نبوي ، حتى يكتسب شرعيته الدينية ، والتاريخية علماً أن التحقيق التاريخي يثبت أنه من المصطلحات المتأخرة عن أيام حياة النبوي ، مما يفقدها هذه الشرعية ، ويبقى المنافس القوي لهذه المدرسة هو التشيع وذلك للشرعية التاريخية والدينية التي اكتسبها من أيام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .