وقد تعددت الالفاظ في ذكر سبب نزول هذه الآية والدالة على تخصيص التشيع بالموالين ، والمشايعين لعلي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) وكان من بين الأشخاص الذين عرفوا بهذا الاسم من خيرة الصحابة وهم أبو ذر ، وعمار ومقداد ، وسلمان الفارسي . فالمرحلة التأسيسية للتشيع لم تكن شيئاً مفصولا عن مرحلة تأسيس الدولة الإسلامية التي باشرها الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . إذ نلاحظ أن أول عمل قام به الرسول خلال الدعوة السرية هو ربط الإسلام بالإمام علي ( عليه السلام ) ، وكان ذلك في حديث الدار حيث جعل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علياً وصياً له وخليفة من بعده . ومن المحال عادة أن يعيّن قائد نهضة أحد أصحابه ووزيراً وخليفة له ويعلنه على الملأ فيما يبقى الأمر مخفياً على الخلص من أنصاره والثلة المضحية ( 1 ) . إذن طرح الإسلام كان مربوطاً بشخص ، وإظهار مكانته حتى يتم الارتباط به من طرف عموم المسلمين . والمواقع متعددة لإثبات مكانته من الدار إلى الغدير ، لذلك نرى أول ما عمله هؤلاء الأشخاص هو الاعتراض على بيعة أبي بكر ، والاجتماع في منزل فاطمة ( عليها السلام ) ، وهذا الرفض لم يكن وليد صدفة أو اللحظة ذاتها ، لأنه لمجرد الانتهاء من تغسيل الرسول ودفنه احتجوا
1 - السيد محمد حسين الطباطبائي مقالات تأسيسية في الفكر الإسلامي ص 208 تعريب خالد توفيق .