الامام الحسين ( عليه السلام ) خارج عن الشرع . إذن يبقى سؤالاً جوهرياً ، وهو ما حقيقة التشيع في ظل هذا الخليط من التحليلات ؟ إن الوقوف على حقيقة هذا المصطلح أو بالأحرى حقيقة المذهب يلزمنا الرجوع إلى الموروث التاريخي القديم ، وتفحصه بدقة لأن الاختلاف في تحديد تاريخ طائفة معينة - على أن تاريخ كل الطوائف الإسلامية محدد بالتدقيق - يخفي وراءه حقيقة تعمد المؤرخون إخفائها حتى يتسنى لهم إبداء آرائهم ووجهات نظرهم ، والأهم من ذلك هو : تمديد موقعهم داخل خريطة العقيدة الإسلامية . إن أغلب القرائن التاريخية تثبت أن مصطلح الشيعة ظهر في زمن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقد كان مجموعة من الصحابة معروفين بهذا المصطلح نتيجة علاقتهم بالامام علي ( عليه السلام ) بحيث لما نزل قوله تعالى : * ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) * قال الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حول خير البرية : هم أنت يا علي وشيعتك ( 1 ) . وقد تعدد ذكر هذا الخبر عند الكثير من العلماء ، فقد ذكره السيوطي في الدر المنثور قائلاً لما نزلت الآية ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين ) ( 2 ) .
1 - الطبري : تفسير الطبري 3 / 315 ، ط بيروت . 2 - السيوطي : الدر المنثور 6 / 379 ، ط بيروت .