حتى إذا تحرك النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى حجة الوداع تحرك علي ( عليه السلام ) من اليمن ليوافيه في مكة . فقد أرسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من المدينة إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يخبره بقصده ويأمره بالتوجه هو ومن معه من جيش الإسلام ومن يرغب من أهالي اليمن إلى مكة للاشتراك في مراسم الحج . فتوجَّه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) نحو مكة على رأس جيشه ومعه اثنا عشر ألفاً من أهالي اليمن ، ومعه الحلل التي أخذها من أهل نجران . اقترب جيش علي ( عليه السلام ) من مكة من ناحية اليمن وعرف أن موكب النبي ( صلى الله عليه وآله ) اقترب منها من جهة المدينة . فاستخلف قائداً على جيشه وبادر مسرعاً إلى حبيبه النبي ( صلى الله عليه وآله ) لكي يتزوَّد منه بعد فراق شهور ، ويقدِّم له تقريراً عن نعم الله تعالى بفتح اليمن وترتيب إدارتها . فأدرك النبي ( صلى الله عليه وآله ) و قد أشرف على مكة . فسلَّم وأخبره بما صنع وبقبض ما قبض ، وأنه سارع للقائه أمام الجيش . فسرَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بذلك وابتهج بلقائه . ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : " عد إلى جيشك ، فعجِّل بهم الىَّ حتى نجتمع بمكة ان شاء الله " . فودَّعه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ورجع إلى جيشه اليماني وتحركوا جميعاً باتجاه مكة فدخلوها في يوم الثلاثاء لخمس مضين من ذي الحجة ، يوم دخول قافلة النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى مكة أيضاً . وفي مكة خطب النبي ( صلى الله عليه وآله ) خطبته الأولى من الخطب النبوية الست في حجة الوداع . أداء مناسك الحج مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) في اليوم الثامن من ذي الحجة بدأ النبي ( صلى الله عليه وآله ) بمراسم الحج ، فأحرم وتوجَّه إلى عرفات وبات في طريقه إليها في منى .