وفي أثناء الطريق شكا المشاة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) صعوبة الطريق ومشقة السفر ، وطلبوا منه أن يحملهم على الإبل . وبما أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يكن لديه ما يحملهم عليه فقد أوصاهم بأن يشدوا أرجلهم بما تيسر لهم ، ويواصلوا سيرهم هرولةً عسى أن يخفف ذلك عنهم . ثم توجَّهوا ليلا فوصلوا إلى " سَيرَف " آخر منزل قرب مكة المكرمة . ثم ساروا حتى دخلوا مكة يوم الثلاثاء الخامس من ذي الحجة . فقطعوا تلك المسافة في عشرة أيام ، وأناخ أول موكب مهيب للحج بمكة تحف به آيات الجلال والعظمة ، بما لم يسبق له مثيل ، وبما يقصر الوصف عن بيانه . وفد حجاج اليمن بقيادة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان أكثر أهل اليمن دخلوا في الإسلام على عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، لكن بقيت منها مناطق قبائل همدان وغيرها . فبعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) إليها جيشاً بقيادة خالد بن الوليد يدعوها إلى الإسلام . وبقي خالد ستة أشهر هناك حيث لم يستجيبوا له ، ولم يجرأ هو وجيشه أن يقاتلوهم . فبعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) أمير المؤمنين علياً ( عليه السلام ) على رأس جيش وأمر خالد بن الوليد أن ينضم تحت إمرته . وسار علي ( عليه السلام ) إلى أداء مهمته في استكمال فتح اليمن ، وأكمل مهمته بالمعجزة في بعض المناطق وبالحرب في مناطق أخرى في عمق اليمن ; كل ذلك في مدة قياسية .
1 - بحار الأنوار : ج 21 ص 360 ، و ج 37 ص 201 ، عوالم العلوم : ج 15 / 3 ص 297 . الإرشاد : ج 1 ص 172