وفي اليوم التاسع خطب في عرفات خطبته الثانية ، وأكَّد على الأمة التمسك بالثقلين : القرآن والعترة ، وبشَّرهم بالأئمة الاثني عشر من عترته . وبعد غروب عرفة توجَّه إلى المشعر ، فصلى وبات ليلته . وفي اليوم العاشر توجَّه إلى منى لأداء مناسك يوم الأضحى من تقديم القربان ورمي الجمرات . ثم واصل إلى مكة للطواف والسعي بين الصفا والمروة . وفي جميع هذه المراحل كان ( صلى الله عليه وآله ) يبيِّن للمسلمين مناسك الحج من واجبات ومستحبات ، حتى تمَّت أعمال الحج في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة . الاستعداد لإعلان الولاية ( 1 ) كان جبرئيل ( عليه السلام ) في حجة الوداع وظروفها المصيرية ينزل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأوامر ربه ، وقد يكون رافقه طوال موسم الحج وأملى عليه عبارات خطبه . وكان مما قال له في المدينة : يا محمد ، إن الله عز وجل يقرؤك السلام ويقول لك : " إنه قد دنا أجلك وإني مستقدمك عليَّ " ، ويأمرك أن تدل أمتك على حجهم ، كما دللتهم على صلاتهم وزكاتهم وصيامهم ; وتدلهم على إمامهم بعدك وتنصب لهم علياً وصياً وخليفة بعدك . وفي عيد الأضحى اليوم العاشر من ذي الحجة ، خطب النبي ( صلى الله عليه وآله ) خطبته الثالثة في منى ، فبيَّن فيها مقام أهل بيته من بعده ، وأن الله حرَّم عليهم الصدقات وفرض لهم الخمس .