نام کتاب : بيت الأحزان نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 113
ردءا لهما ، ثم دخل عمر فقال لعلي عليه السلام قم فبايع ، فتلكأ واحتبس ، فأخذه بيده فقال : قم ، فأبى أن يقوم فحمله ودفعه كما دفع الزبير ثم أمسكهما خالد وساقهما عمر ومن معه سوقا عنيفا ، واجتمع الناس ينظرون وامتلأت شوارع المدينة بالرجال . ورأت فاطمة عليها السلام ما صنع عمر فصرخت وولولت واجتمعت معها نسوة كثيرة من الهاشميات وغيرهن ، فخرجت إلى باب حجرتها ونادت يا أبا بكر : ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله ، والله لا أكلمه حتى ألقى الله ، قال فلما بايع علي عليه السلام والزبير وهدأت تلك الفورة مشى إليها أبو بكر بعد ذلك فشفع لعمر وطلب إليها فرضيت عنه . قال ابن أبي الحديد : والصحيح عندي ، إنها ماتت وهي واجدة علي أبي بكر وعمر ، وإنها أوصت أن لا يصليا عليها وذلك عند أصحابنا من الصغائر [14] المغفورة لهما ، وكان الأولى بهما إكرامها واحترام منزلتها لكنهما خافا الفرقة وأشفقا من الفتنة ، ففعلا ما هو الأصلح بحسب ظنهما وكان ( كانا - ل ) من الدين وقوة اليقين بمكان مكين ، ومثل هذا لو ثبت كونه خطأ لم تكن كبيرة ، بل كان من باب الصغائر التي لا يقتضي التبري ، ولا يوجب التولي ، إنتهى كلام ابن أبي الحديد عليه ما يستحقه ويريد [15] .
[14] من الأمور - خ م . [15] شرح النهج ج 6 ص 49 - 50 .
113
نام کتاب : بيت الأحزان نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 113