نام کتاب : بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 98
ثم خذلانه له ونصرته لمذهب يخالفه ، قاعدة من لا يتقيد بقيد ولا يرتبط برباط . قال الناصب : ( فإن قالوا [1] : عرفنا أن أبا بكر أنفق قبل الهجرة فلا نعرفه قاتل قبل الهجرة ، [ فقتال علي بعد الهجرة ، أفضل من إنفاق أبي بكر قبل الهجرة ] [2] . قلنا : إن أبا بكر وإن لم يقاتل [3] فقد قتل مرارا [ قبل الهجرة ] [4] وإن لم يمت ) [5] . والجواب : بما أن خصمه لا يوافقه على أن المشار إليه أنفق درهما واحدا [6] ، ولأن كان أنفق ما قيل من المال الجم ، وما ورد فيه ما ورد في
[1] ن : قيل . [2] ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ن . [3] المصدر بزيادة : قبل الهجرة . [4] ما بين المعقوفتين لا يوجد في المصدر . [5] العثمانية : 39 . [6] يعجبني رد الإسكافي عليه ( المطبوع آخر العثمانية ص 317 ) حيث قال : أخبرونا على أي نوائب الإسلام أنفق هذا المال ؟ وفي أي وجه وضعه ؟ فإنه ليس بجائز أن يخفى ذلك ويدرس حتى يفوت حفظه ، وينسى ذكره . وأنتم فلم تقفوا على شئ أكثر من عتقه بزعمكم ست رقاب ، لعلها يبلغ ثمنها في ذلك العصر مائة درهم ، وكيف يدعى له الإنفاق الجليل ، وقد باع من رسول الله - صلى الله عليه وآله - بعيرين عند خروجه إلى يثرب وأخذ منه الثمن في تلك الحال ، روى ذلك جميع المحدثين . وقد رويتم أيضا أنه كان حيث كان بالمدينة موسرا ، ورويتم عن عائشة أنها قالت : هاجر أبو بكر وعنده عشرة آلاف درهم ، وقلتم إن الله تعالى أنزل فيه : * ( ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى ) * . قلتم : هي في أبي بكر ومسطح بن أثاثة ، فأين الفقر الذي زعمتم أنه أنفق حتى تخلل بالعباءة ؟ . ورويتم أن لله تعالى في سماءه ملائكة تخللوا بالعباء وأن النبي - صلى الله عليه وآله - رآهم ليلة الإسراء فسأل جبريل عنهم فقال : هؤلاء ملائكة تأسوا بأبي بكر بن أبي قحافة صديقك في الأرض ، فإنه سينفق عليك ماله حتى يخل عباءته في عنقه . وأنتم رويتم أيضا أن الله تعالى لما أنزل آية النجوى فقال : * ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلكم خير لكم ) * الآية لم يعمل بها إلا علي بن أبي طالب وحده ، مع إقراركم بفقره وقلة ذات يده ، وأبو بكر في الذي ذكرنا من السعة أمسك عن مناجاته ، فعاتب الله المؤمنين في ذلك فقال : * ( أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم ) * فجعله سبحانه ذنبا يتوب عليهم منه . وهو إمساكهم عن تقديم الصدقة ، فكيف سخت نفسه بإنفاق أربعين ألفا وأمسك عن مناجاة الرسول ؟ وإنما كان يحتاج إلى إخراج درهمين . وأما ما ذكرتم من كثرة عياله ونفقته عليهم ، فليس في ذلك دليل على تفضيله لأن نفقته على عياله واجبة ، مع أن أرباب السير ذكروا أنه لم يكن ينفق على أبيه شيئا وأنه كان أجيرا لابن جدعان على مائدته يطرد عنها الذباب .
98
نام کتاب : بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 98