نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي جلد : 1 صفحه : 93
خارجية ، فلهذه العناصر والمادة والطاقة علة خارجية ، فبان أن ذات المادة في كونها عناصر أو مادة أو طاقة تحتاج إلى سبب خارجي ، فحديث غنى المادة عن العلة كذب محض [1] . وثالثا : أن خواص واجب الوجود من كونه عين الفعلية ، فلا سبيل للقوة والاستعداد والإمكان إليه ، ومن كونه بسيطا مطلقا فلا مجال لتوهم الأجزاء الخارجية والذهنية كالجنس والفصل له ، ومن كونه غير مشوب بالعدم فلذا لا يمكن فرض عدمه لا في السابق ولا في اللاحق ، وغير ذلك من خواصه لا توجد في المادة حتى تكون باصطلاح الموحدين واجب الوجود ، فإن المادة إمكانات لا فعليات . ومن شواهده هو التبدل والتحول الدائم فيها فهي قبل التحول إلى شئ تكون بالنسبة إليه إمكانا استعداديا ، ولا تكون هي بالفعل ، وإنما صارت هي بعد اجتماع الشرائط والأسباب ، وحيث إن القوة هي فقدان الفعلية فلا تجتمع قوة الشئ مع فعليته في آن واحد ، فالمادة التي تكون قابلة للتحول لا تخلو عن القوة والاستعداد في حال من الأحوال . وهكذا أن المادة مركبة ، سواء كانت العناصر الأولية أربعة كما عن الأقدمين من اليونانيين : الماء والهواء والتراب والنار ، أو سبعة بإضافة : الكبريت والزئبق والملح كما عن بعض آخر غيرهم ، أو أزيد إلى أن بلغت إلى اثنين وتسعين ذرة - أتم - كما انتهت إليه الفيزياء الحديثة في اليورانيوم وهو أثقل العناصر المستكشفة إلى الآن ، فرقمه الذري ( 92 ) بمعنى أن نواته المركزية تشتمل على ( 92 ) وحدة ، من وحدات الشحنة الموجبة ، ويحيط بها ما يماثل هذا العدد من الألكترونات ، أي من وحدات الشحنة السالبة ( 2 ) . هذا مضافا إلى أن نفس الذرة - أتم - أيضا مركب ، لأنها لا تخلو عن الجهات