نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي جلد : 1 صفحه : 92
بشئ علمي " [1] . والأضعف منه هو دعوى منافاة قاعدة تطور الأنواع للاعتقاد بالمبدأ المتعال ، فإن التطور والتكامل على فرض صحته في الأنواع يكون بنفسه آية لوجود المبدأ المتعال ، لأنه يحتوي نظما وانسجاما خاصا لا يمكن أن يتحقق بدون وجود ناظم حكيم ذي شعور . هذا مضافا إلى أن النظام المتطور أيضا من الممكنات التي يستحيل أن تكون موجودة بدون الانتهاء إلى الواجب المتعال ، ويشهد له أن كثيرا من المعتقدين بفرضية تطور الأنواع كانوا من المعتقدين بالله تعالى . ومن جملة شبهاتهم : أنهم يقولون : بأن المادة أزلية وأبدية وباصطلاح الموحدين هي واجب الوجود . فلا حاجة إلى سبب وعلة خارجية . وأجيب عن ذلك : أولا : بأن الدليل التجربي الذي لا يحكي إلا عن موارد التجربة لا يقدر على حل المسألة الفلسفية وهي أن المادة هل تكون أزلية وأبدية أم لا ، لأن السابق واللاحق خارجان عن دائرة التجربة وحيطتها . وثانيا : أن الثابت في العلوم الطبيعية هو إمكان تبديل العناصر الأولية البسيطة باصطلاح القوم بعضها إلى بعض كتحويل اليورانيوم إلى عنصر الراديوم ومنه إلى الرصاص ، أو تبديل المادة إلى الطاقة والطاقة إلى المادة ، وثبت أيضا أن من الممكن أن يتحول بعض أجزاء الذرة إلى جزء آخر كتحويل بروتون أثناء عملية الذرة إلى نيوترون وبالعكس [2] وهو أحسن شاهد على أن العناصر ، بل المادة والطاقة بما هي عناصر ومادة وطاقة لا تكون ذاتية ، وإلا فلم تتخلف . فهذه بالنسبة إلى المادة عوارض وحيث أن لكل صفة عارضة ، علة