responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي    جلد : 1  صفحه : 94


الست ، وما لا يخلو عن الجهات الست ، ذو أبعاد ومركب ، وإن لم يمكن تجزئتها بالآلات والأدوات المتعارفة ، وتسميتها بالجزء البسيط الذي لا يتجزأ ، أو الجوهر الفرد ، مسامحة في الحقيقة ولعلها باعتبار الأدوات الميسورة . فالمادة أيما صغرت لا تخلو عن التركيب مطلقا ، ومن المعلوم أن كل مركب محتاج إلى أجزائه وإلى مؤلف تلك الأجزاء ، والواجب غني غن كل حاجة .
على أن كل جزء من أجزاء المركب مقدم عليه في الوجود ، إذ المركب يتوقف على أجزائه في الوجود توقف الكل عليها ، فالمركب يوجد بعد وجود أجزائه وليس له قبل وجود تلك الأجزاء وجود ، مع أن الواجب تعالى ليس بمركب ولا مسبوق بالعدم ، كما أنه ليس بمحدود . وبالجملة أوصاف المادة تتغاير مع أوصاف الواجب فلا تليق بأن تسمى واجب الوجود .
ورابعا : بأن المادة إذا كانت استعدادا لقبول التطورات وليست بفعليات ، فسبب صيرورة القوة إلى الفعلية : إما عدم - وهو كما ترى - إذ العدم الذي هو لا شئ لا يصلح للتأثير . وإما هو نفسها ، وهو أيضا فاسد ، لأنها في حال كونها قوة فاقدة الفعليات ، إذ يستحيل أن تجتمع قوة الأشياء مع فعليتها في حال واحد ، فانحصر الأمر إلى أن السبب هو غير المادة وهو الله تعالى .
وخامسا : أن ملاك الحاجة إلى العلة موجود في المادة أيضا ، فإنها ممكنة الزوال ، إذ لا يلزم من فرض عدمها محال ، وكل ما لا يلزم من فرض عدمه محال فهو ممكن الزوال ، ومن المعلوم أن الشئ الذي يمكن زواله ليس بواجب ، بل هو ممكن من الممكنات التي تحتاج في وجودها إلى الواجب تعالى .
" ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ فاعبدوه وهو على كل شئ وكيل " [1] .



[1] الانعام : 102 .

94

نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست