نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي جلد : 1 صفحه : 290
إنهم عن السمع لمعزولون " [1] والصرف الذي يقولون به ، إنما يدل على صدق الرسالة بوجود آية هي الصرف ، لا على كون القرآن كلاما لله ، نازلا من عنده ، ونظير هذه الآية ، الآية الأخرى وهي قوله تعالى : " أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله أن كنتم صادقين * بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله " [2] فإنها ظاهرة في أن الذي يوجب استحالة اتيان البشر بمثل هذا القرآن ، وضعف قواهم وقوى كل من يعينهم على ذلك من تحمل هذا الشأن ، هو أن للقرآن تأويلا لم يحيطوا بعلمه ، فكذبوه ولا يحيط به علما إلا الله ، فهو الذي يمنع المعارض عن أن يعارضه لا أن الله سبحانه يصرفهم عن ذلك مع تمكنهم منه لولا الصرف بإرادة من الله تعالى ، وكذا قوله تعالى : " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجودا فيه اختلافا كثيرا " [3] فإنه ظاهر في أن الذي يعجز الناس عن الاتيان بمثل القرآن ، إنما هو كونه في نفسه على صفة عدم الاختلاف لفظا ومعنى ، ولا يسع لمخلوق أن يأتي بكلام غير مشتمل على الاختلاف ، لا أن الله صرفهم عن مناقضته بإظهار الاختلاف الذي فيه . هذا ، فما ذكروه من أن إعجاز القرآن بالصرف كلام لا ينبغي الركون إليه [4] وأضف إلى ذلك أن صدور العلم القرآني مع ما فيه من التعالي والعظمة من الذي يكون أميا لم يقرأ ولم يكتب ولم يدرس عند أحد إعجاز وخارج عن القدرة والعادة ، والصرفة فيما يمكن عادة لا فيما لا يمكن عادة فلا تغفل . ثم لا يذهب عليك أن دعوى الرسالة من النبي كما هي صريح بعض الآيات ، كقوله تعالى : " قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا " [5] مع ظهور المعجز في يده وهو القرآن الكريم ، كما عرفت ، يكفي لإثبات نبوته