responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي    جلد : 1  صفحه : 289


له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ( حسن وبهجة ) وإن أسفله لمغدق ( من أغدق :
اتسع وكثر فيه الخير ) وإن أعلاه لمثمر ، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه ، وما يقول هذا بشر . ولعله لذاك أيضا لما سمع كلام النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الوليد بن المغيرة ، وقرأ عليه القرآن رق فجاءه أبو جهل منكرا عليه ، قال : والله ما منكم أحد أعلم بالأشعار مني ، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا [1] .
وبالجملة كل هذا ونظائره مما يشهد على أن نفس القرآن ، كلام يعجز عن اتيانه البشر والجن . هذا مضافا إلى ما في " البيان " من أنه لو كان إعجاز القرآن بالصرفة ، لوجد في كلام العرب السابقين مثله ، قبل أن يتحدى النبي البشر ويطالبهم بالاتيان بمثل القرآن ، ولو وجد ذلك لنقل وتواتر ، لتكثر الدواعي إلى نقله ، وإذ لم يوجد ولم ينقل كشف ذلك عن كون القرآن بنفسه اعجازا إلهيا وخارجا عن طاقة البشر [2] . هذا بحسب الشواهد التاريخية الدالة على أن إعجاز القرآن من جهة محتواه لا من جهة المنع والصرف الخارجي .
وزاد عليه العلامة الطباطبائي - قدس سره - بما في تفسيره من أن هذا قول فاسد ، لا ينطبق على ما تدل عليه آيات التحدي بظاهرها ، كقوله تعالى : " قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما انزل بعلم الله " [3] فإن الجملة الأخيرة ظاهرة في أن الاستدلال بالتحدي إنما هو على كون القرآن نازلا ، لا كلاما تقوله رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأن نزوله إنما هو بعلم الله ، لا بإنزال الشياطين كما قال تعالى : " أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين " [4] وقوله : " وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون *



[1] راجع تفسير البيان في تفسير القرآن : 42 نقلا عن تفسير الطبري وتفسير القرطبي .
[2] البيان في تفسير القرآن : 61 .
[3] هود : 13 - 14 .
[4] الطور : 33 - 34 .

289

نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست