نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي جلد : 1 صفحه : 282
وأما النبي - صلى الله عليه وآله - سيد المرسلين وأفضلهم على الاطلاق فيكفيه رسالته العامة الدائمة إلى يوم القيامة ، فإنها لم تكن لأحد من الأنبياء وهكذا القرآن النازل إليه ، فإنه لم يشبهه كتاب من الكتب النازلة ، وصحيفة من الصحف النازلة ، ومن المعلوم أن الأمرين المذكورين يدلان على عظمة النبي وشأنيته لتلك الرسالة العظمى ، ولمعرفة القرآن الكريم الذي لا نهاية له ، كما ورد : " إنما يعرف القرآن من خوطب به " فهو عارف بحقائق لم يعرفها الأنبياء سابقا ، ومرسل إلى أمة لا سابقة له في الماضين . هذا مضافا إلى تخلقه بالأخلاق الفاضلة والآداب والسنن ، وقد أشار المصنف بقوله : " وإنه لعلى خلق عظيم " إلى الآية الشريفة : " وإنك لعلى خلق عظيم " [1] الدالة على تخلقه بالخلق العظيم ، وقد أورد العلامة الطباطبائي - قدس سره - في المجلد السادس من تفسير الميزان جملة من روايات سننه ، التي فيها مجامع أخلاقه التي تلوح إلى أدبه الإلهي الجميل ، مع كونها مؤيدة بالآيات الشريفة القرآنية ، وهذه الروايات الدالة على أخلاقه وسننه وآدابه تقرب مائة وثمانين [2] فراجعه وغيره من الجوامع ، وكيف كان يكفي في عظمة أخلاقه توصيف الله إياه بأنه عظيم ، مع أنه لم يوصف نبي بأن خلقه عظيم . وهكذا الروايات الدالة على أن النبي - صلى الله عليه وآله - سيد المرسلين وأفضلهم كثيرة . منهم ما روي في عيون أخبار الرضا - عليه السلام - من المأمون ، سأل علي بن موسى الرضا - عليه السلام - أن يكتب له محض الإسلام على الايجاز والاختصار . فكتب - عليه السلام - له : " ومن جملته ، وأن محمدا عبده ورسوله وأمينه وصفيه وصفوته من خلقه ، وسيد المرسلين وخاتم النبيين ، وأفضل العالمين ، لا نبي بعده ، ولا تبديل لملته ، ولا تغيير لشريعته وأن جميع ما جاء به