responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي    جلد : 1  صفحه : 279


آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة - إلى أن قال عز وجل - :
يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد - إلى أن قال تبارك وتعالى - : يا بني آدم أما يأتينكم رسل منكم . " [1] فالآية في سياق خطاباته لبني آدم بعد الهبوط ، ولا نظر لها بالنسبة إلى ما بعد النبي ، نظير قوله : " قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا يحزنون " [2] ولذا قال العلامة الطباطبائي في ذيل قوله : " يا بني آدم إما يأتينكم رسل " : " والآية إحدى الخطابات العامة المستخرجة من قصة الجنة المذكورة هاهنا وهي رابعها وآخرها يبين للناس التشريع الإلهي العام للدين باتباع الرسالة وطريق الوحي ، والأصل المستخرج عنه هو مثل قوله في سورة طه : " قال اهبطوا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى . " فبين أن اتيان الهدى منه إنما يكون بطريق الرسالة " [3] فلا يمكن رفع اليد عن الضرورة والأدلة المتواترة بمثل هذه الآية التي لا تنافيها ، وغايتها أنها مطلقة فيرفع اليد عن اطلاقها بالأدلة المتواترة وبضرورة الخاتمية . نعم لو كان مختصا بزمان بعد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لصار منافيا ، ولكنه ليس كذلك كما هو الواضح .
ومنها : ما الحكمة في تعطيل النبوة مع أن استكمال البشر لا توقف له ، ألم يحسن أن تدوم النبوة مع دوام استكمال البشر ؟ والجواب عنه أن حكمة ذلك عند الله تعالى ، لأنه أعلم بالأمور ، ولكن يظهر للمتأمل بعض المقربات ، لأن علل تجديد النبوة فيما مضى من الزمان أمور كلها منفية بعد ظهور الإسلام ، لأن من العلل تحريف ما نزل من الله إلى الناس ، فيحتاج إلى بعث النبي الجديد ليرفع التحريف ، ويهدي الناس إلى الواقع مما نزل ، ومنها أن البرامج المذكورة في الشرايع السابقة كثيرا ما ربما تكون عصريا ومختصا بزمان خاص ، وليست



[1] الأعراف : 24 - 35 .
[2] البقرة : 38 .
[3] الميزان 8 : 86 .

279

نام کتاب : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية نویسنده : السيد محسن الخزازي    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست