قلت : قد صنف أبو عبيد كتاب غريب الحديث وما تعرض لأخبار الصفات الإلهية بتأويل أبداً ، ولا فسر منها شيئاً وقد أخبر بأنه ما لحق أحداً يفسرها ، فلو كان والله تفسيرها سائغاً أو حتماً ، لأوشك أن يكون اهتمامهم بذلك فوق اهتمامهم بأحاديث الفروع والآداب فلما لم يتعرضوا لها بتأويل وأقروها على ما وردت عليه علم أن ذلك هو الحق الذي لا حيدة عنه ) انتهى . وفي قول أبي عبيد : ما أدركنا أحداً يفسرها ، نفي لادعاء من يدعي أنهم فسروها بالظاهر . ونفي لادعاء ابن تيمية في تفسيره : 6 / 386 بأن أبا عبيد قد فسر الاستواء بالصعود ! وفي كلام الذهبي الأخير محاولة لجعل إمرارها تفسيراً لها بالظاهر ، وحمل مذهبه ومذهب أستاذه ابن تيمية على رقاب المفوضة كما تقدم ! ( وقال في سيره : 8 / 467 : ( وحديث : إن الله يعجب أو يضحك ممن يذكره في الأسواق ، فقال سفيان : هي كما جاءت نقر بها ونحدث بها بلا كيف ) . ( وقال في : 9 / 165 : ( وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي : سمعت وكيعاً يقول : نسلم هذه الأحاديث كما جاءت ، ولا نقول كيف كذا ولا لم كذا ، يعني مثل حديث : يحمل السماوات على إصبع ) . ( وقال في : 15 / 86 : ( قلت : رأيت لأبي الحسن أربعة تواليف في الأصول يذكر فيها قواعد مذهب السلف في الصفات ، وقال فيها : تمر كما جاءت ، ثم قال : وبذلك أقول وبه أدين ولا أتأول ) . انتهى . . .