وينبغي أن نشير هنا إلى أن كبار علماء الوهابية يرشدون المسلمين إلى قراءة كتاب ( التوحيد ) لابن خزيمة ، وقد تبنوا نشره بين المسلمين بسبب أفكاره التجسيمية مع الأسف . ( وقال في فرقان القرآن ص 61 : ( فوجب أن يكون منزهاً عن التركب وقبول الانقسام ، وكل ما هو من خصائص المادة والأجسام ، بذلك نطق كتاب الله لقوم يسمعون ، ونادت بهذا آياته من ألقى إليها السمع وهو شهيد ، وعلى ذلك أطبق أهل السنة الذين لم يصابوا بما أصيب به أهل الهوى من مرض التشبيه والتجسيم الذي أصيب به اليهود من قبلهم ووقع فيه النصارى من بعدهم . والعجب أنك ترى إمام المدافعين عن بيضة أهل التشبيه وشيخ إسلام أهل التجسيم ممن سبقه من الكرامية وجهلة المحدثين الذين يحفظون وليس لهم فقه فيما يحفظون ، أحمد بن عبد الحليم المعروف بابن تيمية ، يرمي إمام الحرمين وحجة الإسلام الغزالي بأنهما أشد كفراً من اليهود والنصارى ، في كتابه الموافقة المطبوع على هامش منهاجه ، لقولهما بالتنزيه ، وهما لم ينفردا به ، بل هو قول المحققين من علماء الملة الإسلامية من الصحابة فمن بعدهم إلى زمانه وكانت وفاته في القرن الثامن وإلى زماننا وإلى أن يأتي أمر الله . فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام : لن تزال طائفة من هذه الأمة ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله . وفي بعض ألفاظ هذا الحديث أنهم السواد الأعظم من أمته ، وسيأتي لنا كلام في خطر الاغترار بهذا الرجل ومصنفاته وشيعته ، ورأي المحققين من الجهابذة فيه وفيهم فانتظر ) .