وهذه الرواية ، وهي رواية مدونة مالك ، كالرواية الأولى تبدأ بنفي كيفية الاستواء بالمعنى الحسي الذي يقولونه ! فمن أين فسروا قوله إن الاستواء غير مجهول بأنه يقصد به الاستواء المادي على العرش ؟ تعالى الله عن ذلك . ( ويؤيد ما فهمناه من كلمات مالك شهادة الشافعي التي نقلها السبكي في طبقات الشافعية : 9 / 40 : ( قال الشافعي : سألت مالكاً عن التوحيد فقال : محال أن نظن بالنبي ( ص ) أنه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد ، وقد قال ( ص ) أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله . . . ولم يقل : من التوحيد اعتقاد أن الله تعالى في جهة العلو ) . انتهى . الإمام مالك يكذب كل أحاديث الرؤية ويهدم أساس مذهبهم ( قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : 8 / 103 : ( أبو أحمد بن عدي : حدثنا أحمد بن علي المدائني ، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم بن جابر ، حدثنا أبو زيد بن أبي الغمر قال ابن القاسم سألت مالكاً عمن حدث بالحديث الذي قالوا : إن الله خلق آدم على صورته ، والحديث الذي جاء : إن الله يكشف عن ساقه ، وأنه يدخل يده في جهنم حتى يخرج من أراد ، فأنكر مالك ذلك إنكارا شديدا ونهى أن يحدث بها أحد ! فقيل له إن ناساً من أهل العلم يتحدثون به فقال : من هو ؟ قيل ابن عجلان عن أبي الزناد ، قال لم يكن ابن عجلان يعرف هذه الأشياء ولم يكن عالماً ، وذكر أبا الزناد فقال : لم يزل عاملاً لهؤلاء حتى مات ) . انتهى . وهو نص غني فيه معلومات مهمة . . ومعنى كلام الإمام مالك أن الراوي الأصلي لهذا الحديث هو أبو الزناد ، وهو متهم لأنه كان عاملاً عند بني أمية