( فهذه الأدلة تدل على أن بعض اللغة يعزب عن علم بعض العرب ، فالواجب السؤال كما سألوا فيكون كما كانوا عليه ، وإلا زل في الشريعة برأيه لا بلسانها . . ولنذكر لذلك ستة أمثلة . . . والرابع : قول من قال . . . وقصد هذا القائل ما يتجه لغة ولا معنى . وأقرب قول لقصد هذا المسكين أن يراد به ذو الوجه كما تقول فعلت هذا لوجه فلان أي لفلان فكان معنى الآية : كل شئ هالك إلا هو . . . ) . ( وقال الفخر الرازي في تفسيره مجلد 3 جزء 6 ص 437 : ( إلا وجهه : إلا إياه ، والوجه يعبر به عن الذات ) . ( وقال في مجلد 13 جزء 26 ص 22 : ( اختلفوا في قوله : كل شئ هالك ، فمن الناس من فسر الهلاك بالعدم ، والمعنى أن الله تعالى يعدم كل شئ سواه . ومنهم من فسر الهلاك بإخراجه عن كونه منتفعاً به ، إما بالإماتة أو بتفريق الأجزاء وإن كانت أجزاؤه باقية ، فإنه يقال هلك الثوب وهلك المتاع ولا يريد به فناء أجزائه بل خروجه عن كونه منتفعاً به . ومنهم من قال معنى كونه هالكاً كونه قابلاً للهلاك في ذاته ، فإن كل ما عداه ممكن الوجود لذاته ، وكل ما كان ممكن الوجود كان قابلاً للهلاك فأطلق عليه الهلاك نظراً إلى هذا الوجه ) . انتهى . ويبدو أن الرازي يرجح هذا الوجه الأخير . ( وقال في نفس الجزء ص 24 : ( استدلت المجسمة بهذه الآية على أن الله تعالى جسم من وجهين : الأول ، قالوا الآية صريحة في إثبات الوجه ، وذلك يقتضي الجسمية . والثاني ، قوله وإليه ترجعون ، وكلمة إلى لانتهاء الغاية ، وذلك لا يعقل إلا في الأجسام .