شئ هالك إلا وجهه ، فقال : ما يقولون فيه ؟ قلت : يقولون : يهلك كل شئ إلا وجه الله ! فقال : سبحان الله لقد قالوا قولاً عظيماً ، إنما عنى بذلك وجه الله الذي يؤتى منه ) . انتهى . وقد يحاول بعضهم أن يتخلص من الإشكال بدعوى أن كلمة ( هالك ) في الآية ليست بمعنى فان ، ولكن الراغب في المفردات ص 544 فسر معنى الهلاك هنا فقال : ( والرابع : بطلان الشيء من العالم وعدمه رأسا وذلك المسمى فناء ، المشار إليه بقوله : كل شئ هالك إلا وجهه ) . انتهى . أحد أجداد المجسمين يحاول حل إشكال الآية وقد حاول مقاتل بن سليمان وهو أحد أئمة المجسمين ، أن يتخلص من إشكال الآية بتأويل العموم في ( كل شئ ) وجعله نسبياً ، ولكن ذلك لا ينفع الوهابيين ، ولا يصح على إطلاقه . . ( قال المزي في تهذيب الكمال : 28 / 437 : ( وقال مكي بن إبراهيم عن يحيى بن شبل : قال لي عباد بن كثير : ما يمنعك من مقاتل ؟ قال قلت إن أهل بلادنا كرهوه ، قال : فلا تكرهنه فما بقي أحد أعلم بكتاب الله منه ! عن يحيى بن شبل : كنت جالساً عند مقاتل بن سليمان فجاء شاب فسأله : ما تقول في قول الله تعالى كل شئ هالك إلا وجهه ؟ فقال مقاتل : هذا جهمي ، قال : ما أدري ما جهمي ، إن كان عندك علم فيما أقول وإلا فقل لا أدري ، فقال : ويحك إن جهماً والله ما حج هذا البيت ولا جالس العلماء ، إنما كان رجلا أعطي لساناً ، وقوله تعالى : كل شئ هالك إلا وجهه ، إنما كل شئ فيه الروح ، كما قال لملكة سبأ : وأوتيت من كل شئ ، لم تؤت إلا