نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 89
كان رسول الله وأهل بيته صلوات المصلين عليهم ليخرجوا نور الله من الخفاء إلى العلن ، وليبرزوا معارف الله ووحدانيته وحقيقته وكنه غيبه ابرازا صحيحا يوصل إلى طريق الحق تعالى . كان علي وأبناؤه ليشرحوا للبشرية جمعاء سبل الهداية الربانية ، ويعلموا الانسان المادي بجنبتهم المادية التي منحها الله لهم ، يعلموه العبودية الحقيقية والتي لابد ان تفنى في الألوهية النورانية ، التي فهموها وعاشوها بجنبتهم النورانية . قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : " علم الله عجز خلقه عن طاعته فعرفهم ذلك لكي يعلموا انهم لا ينالون الصفو من خدمته ، فأقام بينه وبينهم مخلوقا من جنسهم في الصورة ألبسه من نعته الرأفة والرحمة وأخرجه إلى الخلق سفيرا صادقا ، وجعل طاعته طاعته وموافقته موافقته ، فقال تعالى : * ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) * ( 1 ) . وقال الحكيم السبزواري : فلا بد للحادثين السائرين إلى الله الطالبين له من جالس بين الحدين ذي حظ من الجانبين ، ومسافر من الخلق إلى الخلق إلى الحق ، ثم في الحق ، اي التخلق بأخلاق الله خلقا بعد خلق ، ثم من الحق إلى الخلق ليقودهم اليه ويدلهم عليه ، فليكن بباطنه عقل الكل ليتأزر بإزار الجبروت ، ويتردى برداء اللاهوت ، ويستمد من القوة الربانية ويعطي الحوادث الكيانية . وبظاهره إنسانا طبيعيا لحميا * ( ان نحن إلا بشر مثلكم - ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا ) * ( 2 ) . فأنزلهم الله من عالم الأنوار إلى عالم المادة ، من أجل هذه المهمة الصعبة . وصحيح انه خلاف طبع الأولياء ( النزول ) إلا أنه كان لابد منه لانحصار الهداية بهم والوساطة عليهم " بلية الناس عظيمة ان دعوناهم لم يجيبونا وان تركناهم لم يهتدوا بغيرنا " ( 3 ) . وقال أمير المؤمنين وسيد الموحدين ( عليه السلام ) في وصف الإمام : . . . " فهو شرف
1 - ينابيع المودة : 1 / 18 الباب الثاني . 2 - شرح دعاء الصباح : 65 - 66 . 3 - أمالي الصدوق : 363 ، وبحار الأنوار : 23 / 99 .
89
نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 89