نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 33
تحرير محل النزاع ومعنى الاذن إلهي تحرير محل النزاع ومعنى الاذن الإلهي قبل الخوض في وقوع التفويض في الولاية التكوينية والتصرفات الكونية ، لا بد من تحديد محل النزاع ومحور الكلام ، وما هو الكلام المسلم ، وما هو الكلام المنفي وما المقدار المتنازع في اثباته لمحمد وآل محمد صلوات الله عليهم . اما المعنى المنفي والذي يساوق الغلو ، فهو القول ان الله تعالى فوض الامر والخلق والرزق ونحوها من المعاني التي ترجع إلى القيومية ، إلى الأنبياء أو الأئمة أو الأولياء مع عزل نفسه وقدرته وإرادته عن أفعالهم . وهذا المعنى من المسلم نفيه ، وهو المساوق للقول بالتفويض في بحث القضاء والقدر المقابل للجبر ، والمخالف لمذهب آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) من الامر بين امرين . لان القول بتفويض القيومية للبشر بالاستقلال وبخروجها عن سلطان وقدرة الله ، معناه إثبات متصرف مستقل بالكون في عرض تصرف الله وقدرته ، وهو معنى اثبات الشريك لله ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . هذا مضافا إلى أن الروايات والآيات القرآنية تنفي هذا المعنى نفيا صريحا ، وتؤكد على ارتباط الأولياء والأنبياء بالله ، وانهم يحتاجون إليه في كل آن آن احتياج الممكن إلى الواجب والقابل إلى المفيض . اما المعنى المسلم فهو ان الله لعلوه وصقالته ونورانيته ، ولمادية الممكن وانغماسه بالدنيا وزخارفها ، أرسل الأنبياء والأئمة ليكونوا " واسطة على سبيل هداة " ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور ، ويكونوا أسباب نعمة الانسان ، وقنطرة للانتقال من العالم السفلي عالم الظلام إلى العالم العلوي عالم الأنوار . وليكون الخلق والرزق والهداية بل لتكون القيومية على البشرية منصبة عليهم من قبل الله تعالى حتى تعبر وتصل إلى الانسان . فالله لا لعجزه بل لعدم قابلية الانسان لتلقي فيوضاته النورانية ، قام بتوسط أولياء نعمنا .
33
نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 33