نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 34
وعليه فتحت قدرة الله وسلطانه ، وفي ظل ولايته على الكائنات يتصرف الأولياء تصرفا كونيا يعكس ويظهر حقيقة قدرة الله وإرادته الخفية على الناس والتي لولا أوليائه لما عكست وظهرت لنا . فهم يتصرفون بإذن الله تصرفا موافقا لإرادته ، لأنهم لا يريدون إلا ما أراد الله ، بعد أن أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من جلال الله وعظمته بسبب قربهم من الله تعالى . وكلما كان العبد قريبا من الحق تعالى كانت ارادته أقرب لإرادة الله تعالى ، وموافقة لها ، وكان تصرفه في الكون أشمل وأوسع وكانت مظهريته لولاية الله أظهر وأقوى . والآيات القرآنية والأحاديث الشريفة تؤكد هذا المعنى ، وان التصرفات التي ، كانت تصدر عن الأولياء أصحاب القرب من الله كانت تصرفات عن اذن الله تعالى وتحت سلطانه وقدرته قال تعالى : * ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) * . وقال امامنا الصادق ( عليه السلام ) : " لا جبر ولا تفويض بل امر بين امرين " ففي عين ان الرسول الأعظم يرمي نسب سبحانه الرمي اليه . اما المعنى المتنازع فيه فهو تحديد الاذن ، وانه ما المراد بان تصرف الأولياء الكوني تحت ظل سلطانه وباذن الله تعالى ؟ هل يراد ان الولي قبل كل فعل يستأذن الله في ذلك الفعل ، فإذا أذن حصل . أم ان المراد انه يستأذن للفعل مع علمه ان الله يأذن فيحصل الفعل بمجرد إرادة الولي له ، انما الاذن هو الاعتراف بالنعمة والعبودية ؟ أم المراد ان الله اذن لأوليائه في عالم الذر أو عالم الأنوار الآتي ، أذن لهم اذنا يتناسب مع قرب الولي حتى يصل إلى الاذن المطلق في أقرب الأولياء ، من كانوا قاب قوسين أو أدنى . أم انه لا يحتاج إلى إذن بل يكفي علمه به . ثم ما المراد بإرادة الولي في الاذن هذا ، هل ان التصرف والفعل لا يحصل إلا بعد إرادة الولي فمتى أراد ، أراد الله ، فيحصل الفعل ؟
34
نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 34