responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور    جلد : 1  صفحه : 32


الكوني لبعض عباده : قال تعالى لعيسى عليه السلام :
* ( إذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذني فتنفخ فيها فتكون طيرا باذني ) * ( 1 ) .
فهذا نص صريح في خلق النبي عيسى ( عليه السلام ) للطيور ، وهو ايجاد بعد عدم ، وتصرف في الكون غير متعارف .
نعم هو مبني على أن هذه الآية ليست معجزة النبي عيسى لقومه ، وعلى ما يأتي من روايات ان آل محمد أعطوا من القدرة ما أعطي عيسى من احياء الموتى وابراء المرضى ، فلقرينة التساوي تكون الآية من باب قدرة عيسى لا من باب معجزته .
نعم المعروف انها معجزة عيسى ( عليه السلام ) .
أما قوله تعالى : * ( إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء . . . قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا ، وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين قال الله اني منزلها عليكم ) * ( 2 ) .
فالصحيح ان هذه الآية ليست من معاجز عيسى لاثبات نبوته ، لان الذين طلبوا ذلك هم الحواريون الذين آمنوا بعيسى ( عليه السلام ) وبنبوته ، بل كانوا من الخواص عنده ، انما سألوه لكي * ( نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم ان قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين ) * ( 3 ) .
نعم ، قد يقال إنها ليست تصرف تكويني ، بل من باب الدعاء ، فاستجاب الله دعاء عيسى ( عليه السلام ) ، ودعاء الأنبياء مستجاب . وسوف يأتي فرق الولاية عن الدعاء . ولكن بقرينة قوله تعالى * ( ونعلم ان قد صدقتنا ) * المشعر أن عيسى ذكر لهم مقدرته التكوينية وتصرفه في الكون ، فسألوه لكي تطمئن قلوبهم ، فتكون من باب الولاية ، وهو غالب ظاهر الآية .


1 - المائدة : 110 . 2 - المائدة : 112 - 115 . 3 - المائدة : 113 .

32

نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست