نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 31
همة ولا تفكر ولا كيف لذلك ، كما أنه لا كيف له " ( 1 ) . * أقول : ذكر الكليني بعد هذا الحديث ان الإرادة ليست من صفات الذات ، وذلك أنه لو كانت من صفات الذات لتعلقت الشرور والاعمال القبيحة بالله تعالى وهو منزه عنها . وقد تصدى جملة من العلماء لكلامه وأبرموه بما فيه الكفاية ، جاعلين لله إرادتين ، إرادة عين ذاته ، وإرادة في مقام الفعل باعتبار التعينات حادثة زائلة بالعرض لا بالذات ( 2 ) . ووجدت رواية في توحيد الصدوق يفصل فيها الإمام الرضا ( عليه السلام ) بين إرادتين لله تعالى : " إرادة حتم وإرادة عزم ينهى وهو يشاء ويأمر وهو لا يشاء " ( 3 ) . هل ولاية الله التكوينية قابلة للتفويض ؟ بعد أن أثبتنا ان الولي والمتصرف الحقيقي في الكون هو الله تعالى ، نريد ان نعرف ان هذه الولاية هل هي قابلة للمنح الرباني ، وإذا كانت كذلك فهل منحها الله لأحد من أوليائه ؟ وان كان فلمن للأنبياء والأئمة فقط أم لغيرهم ممن اجتمعت فيهم الشرائط الإلهية ؟ اما قابلية التفويض في الولاية فهو امر يعود إلى صاحب السلطنة ، فان قدرته شاملة لهذا الامر الممكن عقلا ، ويدل على الامكان الحديث القدسي المروي في صفة أهل الجنة : " من الحي القيوم الذي لا يموت إلى الحي القيوم الذي لا يموت ، اما بعد فاني أقول للشئ كن فيكون قد جعلتك اليوم تقول للشئ كن فيكون " ( 4 ) . نعم انما الكلام في الوقوع وهو الهدف من هذه الدراسة المختصرة . وبدوا نجد ان القرآن الكريم يحدثنا عن عدة وقائع تثبت اعطاء الله التصرف